الأسرة في التشريع الاسلامي هي موقع الخلية الاجتماعية الأولى، التي تمثل المحضن الانساني المتميز بالعنصر العاطفي الحميم الذي يشد الانسان إلى زوجه وإلى ولده وإلى ابيه وأمه وأخوته ليكون ذلك وسيلة من وسائل بناء الشخصية الانسانية.
فالاسرة هي الإساس بتربية الأبناء فإذا تربوا الأبناء على الايمان والعقيدة والشريعة الاسلامية ، وإذا كان لديهم أهل واعيين متعلمين مثقفين فاهمين مدركين الحياة ومتغيراتها سوف لن يكون هناك مخاطرحقيقية في أي بلدٍ كان. لأن أولاًالدين الاسلامي دين الرحمة الذي وضع له الرحمان نظام وقوانين لكل شيء حتى للأسرة فقد أعطى دور للرجل وللمرأة والأبناء وجعل الحياة بينهم مودة ورحمة واحترام وتعاون متبادل بين الزوج والزوجة لكي يثمروا ثمرة صالحة ووضع واجبات وحقوق على الأهل والأبناء. فالاسلام اهتم بكيفية العلاقة الأسرية لكي تكون ناجحة إن وجدت هذه الأسرة في بلد اسلامية أو غيرها فدائما لها ضوابط وهنا يأتي دور الأهل الواعيين بالسعي لإيجاد طرق وأساليب تحافظ عليهم من الوقوع بالمعاصي والانحراف وأن يحافظوا على الارتباط بأرض الوطن والدينوعدم انحلال الأسرة. وهذا ما أكدت عليه الآية الكريمة في قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون).
فأكثر العوائل تعيش في بريطانيا أو بلد آخر غير موطنه لديه هاجس وقلق وخوف وتوتر وسؤال دائم كيف نستطيع أن نربي أولادنا في الغرب؟ بعيدا عن عاداتنا وتقاليدنا وأهلنا الذين تربينا بينهم.
نحن نسلم مع هاجس الأهالي بأن التربية في الغرب اصعب من حيث العادات والتقاليد بنسبة إلى التربية في الشرق. ولكن للأسف أصبحت التربية في الشرق أيضا عامل خطر على المجتمع والأسرة والسبب الشيء السائد اننا نعيش في أمان في دولة اسلامية أو عربية ونسوا أن هناك فضائيات وانترنيت وقهاوي وملاهي واصدقاء سوء يستطيعون السيطرة على هذه الابناء وأنه لا يوجد قانون للبيع والشراء والولد القاصر يستطيع شراء ما يحلو له من المحرمات والمخاطر التي تؤدي إلى الهلاك وغيره من الاشياء التي تساعد على الانحراف والتفكك الاسري .
فالسؤال هنا الذي يطرح نفسه سواء كنا نربي أولادنا في الغرب أو في الشرق يجب علينا أن نتعامل معهم بكل وعي وحكمه وبنظام الدين وبإعطاء الوقت الكافي لهم ووضع برنامج وايجاد لهم البدائل الممنوعة عنهم أو المحرمة . لكي نصل إلى نتيجة إيجابية مرضية مع ابنائنا، لذا علينا :
1- تنمية الثقة بالنفس للأبناء وخاصة بديننا وعقيدتنا وبقرآننا وأن يكون عندهم فخر واعتزاز بدينهم بأنه دين الحق والصراط المستقيم لكي لا يهتزوا ويضعفوا امام اصدقائهم الذين ليسوا من دينهم.
2- أن نربي ابنائنا على العبادات منذ الصغر والاهتمام بالصوم والصلاة والزكاة…….وذلك بتأثير الأهل عليهم عندما ترى البنت امها محجبة ملتزمة بدين الله وعندما يرى الولد ابيه مواظب على صلاته وواجباته الدينية بعيداً عن النفاق والكذب. فالتربية ليس بالتلقين وألقاء الخطب و المواعظ على الأبناء لن يفيد طالما أنهم لا يرون الإلتزام من الوالدين. ومعاملة الأبناء على أنهم أشخاص مسؤولين وتقوية تقوى الله في قلوبهم ومراقبتهم بشكل دائم .
3- اصطحاب الأبناء إلى المراكز الاسلامية والمشاركة الفعالة في كل برنامج يقام لأجلهم وحثهم وتشجيعهم ليكونوا لهم دور في هذا العمل لكي يروا شخصيتهم الاسلامية الفعالة وليتعلموا أن يكونوا رساليين لدين محمد (ص) ولخدمة قضيانا المحقة والتمسك بتعليم أهل بيت الرسالة .
4- زرع حب أهل البيت في قلوبهم على انهم القدوة لنا في حياتنا وليس الممثلين والمغنيين وغيرهم …….
5- الاهتمام بتعليم اللغة العربية لغة القرآن لغة الأهل لغة التواصل والجذب إضافة للغة الانكليزية. والأهل أن يتعلموا اللغة الانكليزية والكمبيوتر لأنه عالم ابنائنا لكي نساعدهم بالتوجيه الصحيح باستخدام التكنولوجيا .
6- على الأب والأم الاهتمام بالتعليم والثقافة والمطالعة الدائمة لكي يبقون دائم مطلعين على ما يدور حولهم ومتنبهين من اي مخاطر تحيطهم والتفهم الدائم لوضع ابنائهم والمراعاة لكل مرحلة عمرية يمرون بها الابناء ، وزمانهم ليس كزمان ابنائهم وكل عصر له حاجته ومتطلباته و لكي لا يصبح الأب هو الأبن والأم هي البنت .
7- التعامل مع الابناء بالرحمة والحكمة والبعد عن الضرب المبرح الذي من يؤدي إلى تدخل من الدولة وأخذ الأولاد إلى مكتب شؤون الأطفال للرعاية كون الأهل ليسوا هم أهلاً للتربية . فعل الأهل أن يعلموا هؤلاء الأبناء امانة ورزقٌ قد اكرمنا الله بهم فمن لم يحافظ عليه سوف يحاسب سوم القيامة .
8- على الأب أن يعطي وقتاً إضافياً لأبنائه وأن لايترك التربية على كاهل الأم لوحدها لأن الولد بحاجة إلى القوة والحنان واللين والحزم لأن الأب هو عماد البيت.
9- أما الأم فعليها أن تعلم بأن لها الدور الأساس في الأسرة، وهي التي تقضي الأكثر وقتا مع الأولاد وهي الأكثر معرفة بحياتهم ومشاكلهم فإذا هي فاهمه واعية تستطيع أن تعين وتشرح وتواجه مع ابنائها المصاعب والمخاطر التي يقع بها الأبناء في المدارس أو مع أصدقائهم وعليها ان تتعلم لتوطد نفسها لمواجهة ما قد يتعرض له لمجتمعها الصغير فالأم في هذا البلد تلعب دور المدرسة البديلة والمجتمع البديل .
10- العمل على اختيار الصديق المناسب وتبادل الزيارات وتشجيعهم على الاحتكاك بالآخرين من هم من ابناء العوائل الصالحة المؤمنة.
11- الاحترام المتبادل والتفاهم على تقسيم الأدوار والعلاقة الحميمة بين الأب والأم ووجود جو من الطمأنينة والسكينة والروح الايمانية يعكس إجاباً على نفسية الأبناء مما يجعلهم يشعرون بالأمان ويجعلون الأهل قدوة لهم .
في الختام أود أن أوكد على نقطة مهمة بأن التربية في الغرب لها مصاعب جما. فالأهل يواجهون المجتمع والمدرسة والأصدقاء لهذا يجب أن نضع أمام اعيننا التعاون البناء ولعب الأدوار والتنسيق والمطالعة والاستفادة من الذين سبقونا بتربية ابنائهم تربية صالحة فلنتعلم منهم وإني اشجع العمل على ورش تربوية بالعلاقة الأسرية. لأن مسؤولية البقاء في بلاد الغرب تفرض علينا مسؤولية تهيئة كل الوسائل للمحافظة على هويتنا الإسلامية وأصالتنا الأخلاقية والتزامنا الشرعي .وكذلك يجب على الأبوين تذكير الأبناء بأن الدين الإسلامي دين عالمي ولا يختص ببلد معينة أو حضارة معينة والمسلم شخص يستطيع ان يعيش في أي مكان طالما أنه يستطيع .ممارسة عقيدته بحرية
اترك تعليقاً